خاص للجزيرةمشاهد تظهر آثار القصف والدمار الذي حل بجباليا جراء القصف الإسرائيلي
جباليا تحت القصف: شهادة من قلب الدمار في فيديو الجزيرة
في خضم الصراع الفلسطيني الإسرائيلي المتصاعد، يظل المدنيون هم الضحايا الأبرز. وفي قلب قطاع غزة المحاصر، تعيش مدينة جباليا مأساة إنسانية تتكشف فصولها يومًا بعد يوم. فيديو نشرته قناة الجزيرة على يوتيوب بعنوان خاص للجزيرة.. مشاهد تظهر آثار القصف والدمار الذي حل بجباليا جراء القصف الإسرائيلي يقدم شهادة مروعة على حجم الدمار والخراب الذي لحق بالمدينة، ويكشف عن معاناة سكانها الذين يواجهون الموت والنزوح والخوف في كل لحظة.
الفيديو، الذي يمكن مشاهدته على الرابط https://www.youtube.com/watch?v=5D4UzNECnPE، ليس مجرد مجموعة من الصور المتحركة، بل هو صرخة مدوية تصل إلى ضمائر العالم، مطالبة بوقف هذا العنف المفرط وحماية المدنيين الأبرياء. إنه توثيق حي لتداعيات القصف الإسرائيلي على جباليا، المدينة التي اكتظت عبر التاريخ باللاجئين الفلسطينيين الذين طردوا من ديارهم عام 1948.
مشاهد الدمار: حكايات تروى بالأنقاض
الفيديو يفتتح بمشاهد بانورامية لمدينة جباليا، سرعان ما تتكشف عن حجم الدمار الهائل الذي لحق بها. مبان سويت بالأرض، منازل تحولت إلى أكوام من الركام، شوارع اختفت معالمها تحت وطأة القصف. الغبار يملأ الأجواء، ورائحة الموت تفوح في كل زاوية. المشهد يذكرنا بمدن منكوبة تعرضت لكوارث طبيعية أو حروب مدمرة، لكن هنا، الكارثة من صنع الإنسان.
الكاميرا تتجول بين الأنقاض، ترصد تفاصيل مؤلمة: ألعاب أطفال ملطخة بالدماء، صور عائلية ممزقة، أثاث محطم، كتب مدرسية متناثرة. كل قطعة من هذه الأشياء تحكي قصة حياة كانت مزدهرة قبل لحظات، ثم انتهت فجأة بسبب صاروخ أو قذيفة. كل قطعة من هذه الأنقاض تمثل حلماً تحطم، وفرحة اختفت، ومستقبل ضاع.
الأصوات المصاحبة للفيديو تزيد من وقع المأساة. أصوات صراخ وعويل النساء، أنين الجرحى، دعوات الاستغاثة التي لا تجد من يسمعها. أصوات الأطفال الذين فقدوا آبائهم وأمهاتهم، والذين لم يعودوا يفهمون لماذا تحولت حياتهم إلى كابوس مرعب. أصوات المسعفين ورجال الإنقاذ الذين يبذلون قصارى جهدهم لانتشال الضحايا من تحت الأنقاض، لكنهم غالباً ما يصلون متأخرين جداً.
معاناة النازحين: حياة في العراء وخوف مستمر
الفيديو لا يقتصر على تصوير الدمار المادي، بل يسلط الضوء أيضاً على معاناة النازحين. آلاف الأشخاص اضطروا لترك منازلهم والبحث عن مأوى آمن في مدارس الأونروا أو في بيوت الأقارب والأصدقاء. هؤلاء النازحون يعيشون في ظروف إنسانية قاسية، حيث يعانون من نقص في الغذاء والماء والدواء والكهرباء.
مشاهد الاكتظاظ في مراكز الإيواء تبعث على الأسى. أسر كاملة تفترش الأرض، لا تجد مكاناً للنوم أو للاستحمام أو لقضاء الحاجة. الأطفال يبكون ويصرخون من الجوع والخوف، والنساء يحاولن تهدئتهم وتطمينهم، لكن الخوف نفسه يعتصر قلوبهن.
النازحون يعيشون في خوف مستمر من القصف. في أي لحظة، قد تسقط قذيفة على المدرسة أو البيت الذي يأوون إليه، فتحولهم إلى شهداء أو جرحى. هذا الخوف يلاحقهم في نومهم ويقظتهم، ويجعل حياتهم جحيماً لا يطاق.
شهادات من قلب الجحيم: أصوات تروي المأساة
الفيديو يتضمن مقابلات مع بعض سكان جباليا الذين نجوا من القصف. هؤلاء الأشخاص يروون قصصاً مروعة عن الدمار والموت والخوف الذي عاشوه. شهاداتهم مؤلمة ومؤثرة، وتكشف عن الوجه القبيح للحرب والاحتلال.
أحد الشهود يروي كيف فقد أفراداً من عائلته في القصف، وكيف نجا هو بأعجوبة. آخر يتحدث عن الدمار الذي لحق بمنزله وبممتلكاته، وكيف أصبح بلا مأوى وبلا مستقبل. ثالثة تروي كيف شاهدت جثث الأطفال والنساء متناثرة في الشوارع، وكيف شعرت بأن العالم كله تخلى عنهم.
هذه الشهادات هي دليل قاطع على أن القصف الإسرائيلي يستهدف المدنيين الأبرياء، وأن إسرائيل ترتكب جرائم حرب في قطاع غزة. هذه الشهادات يجب أن تصل إلى المحكمة الجنائية الدولية، وأن يتم محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم.
رسالة إلى العالم: إلى متى هذا الصمت؟
فيديو الجزيرة عن جباليا هو رسالة إلى العالم، رسالة استغاثة من شعب محاصر ومظلوم. هذا الشعب يطالب بحقه في الحياة والحرية والكرامة، ويرفض أن يبقى صامتاً أمام هذا الظلم والعدوان.
إلى متى سيظل العالم صامتاً أمام هذه المأساة؟ إلى متى سيستمر القصف الإسرائيلي على المدنيين الأبرياء؟ إلى متى سيظل قطاع غزة محاصراً ومهملاً؟
المجتمع الدولي مطالب بتحمل مسؤولياته والتحرك الفوري لوقف هذا العنف وحماية المدنيين. يجب أن يفرض عقوبات على إسرائيل لإجبارها على احترام القانون الدولي وحقوق الإنسان. يجب أن يدعم الشعب الفلسطيني في نضاله من أجل الحرية والاستقلال.
الصمت هو تواطؤ، والتاريخ لن يرحم المتواطئين. يجب أن نرفع أصواتنا عالياً، وأن نطالب بالعدالة والسلام في فلسطين.
خاتمة: جباليا لن تستسلم
رغم الدمار والخراب الذي لحق بها، فإن جباليا لن تستسلم. شعبها صامد ومتمسك بأرضه وهويته، ومؤمن بأن النصر قادم لا محالة. جباليا ستنهض من تحت الأنقاض، وستعود أجمل وأقوى مما كانت عليه.
فيديو الجزيرة هو شهادة على صمود هذا الشعب، وعلى قدرته على تحمل الألم والصعاب. إنه أيضاً دليل على أن الحق سينتصر في النهاية، وأن الظلم لن يدوم إلى الأبد.
جباليا، رمز الصمود والتحدي، ستبقى في قلوبنا وعقولنا، وستظل مصدر إلهام لنا في نضالنا من أجل العدالة والسلام.
مقالات مرتبطة
Youtube
مدة القراءة
Youtube
مدة القراءة